
تركز الأسواق هذا الأسبوع على تحركات الفائدة المتوقعة من جانب عدد من البنوك المركزية العالمية ، ومنها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك كندا المركزي واللذان يتوقع قيامهما بخفض الفائدة ، بسبب تباطؤ النمو وتدهور سوق العمل ، بينما تبقى دول مجموعة السبع الأخرى حذرة، مع بقاء اليابان على سياسة نقدية ثابتة.
وفي الوقت نفسه، يترقب العالم تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في ملف التجارة خلال جولته الآسيوية.
وبحسب بلومبرج ، ستكون أميركا الشمالية على الأرجح محور قرارات السياسات النقدية، حيث من المنتظر أن يصدر 4 من أكبر البنوك المركزية قراراتهم خلال أقل من 24 ساعة، بدءاً من الأربعاء، حين يُتوقَّع أن يعلن كل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك كندا خفضاً بربع نقطة مئوية، في خطوة منتظرة على نطاق واسع.
يأتي ذلك فيما يتوقع أن يُبقي بنك اليابان على سياسته النقدية دون تغيير الخميس المقبل، رغم اقترابه التدريجي من أول رفع محتمل للفائدة منذ سنوات، بينما أكد مسؤولو البنك المركزي الأوروبي أن اجتماعهم لن يسفر عن أي تيسير إضافي حالياً ، أما بنك إنجلترا، فسيحافظ على أسعار الفائدة عند نفس مستوياتها الأسبوع المقبل بانتظار إعلان الموازنة الحكومية.
ويعكس التحرك في أميركا الشمالية تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو وتدهور أوضاع سوق العمل على جانبي الحدود الأميركية الكندية، ما يبرر التحرك الفوري، رغم استمرار قلق صناع السياسات النقدية من ضغوط التضخم.
أما في بقية دول مجموعة السبع، فما زال الحذر سيد الموقف، إذ يراقب المسؤولون أثر الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على النمو العالمي، إلى جانب تقييم قوة الأسعار المحلية للمستهلكين.
وباستثناء الاتجاه التدريجي لدى اليابان نحو تشديد السياسة النقدية، يبقى الميل العام في المجموعة نحو خفض الفائدة، لكن دون استعجال.
ومن المتوقع أن تتضح الصورة أكثر في جولة الاجتماعات الأخيرة لهذا العام في ديسمبر.
وقال كل من آنا وونغ، وستيوارت بول، وإليزا وينغر، وإيستيل أوو، وكريس كولينز، وتروي ديري، خبراء الاقتصاد في بلومبرج إيكونوميكس : “إن “رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من المرجح أن يصف الخفض بأنه إجراء وقائي ضد المخاطر السلبية على الوظائف ، ورغم أن إغلاق الحكومة الأميركية عطّل صدور البيانات الرسمية، تشير البيانات البديلة إلى استمرار المخاطر على سوق العمل، ولا توجد أسباب قوية لتعديل توقعات سبتمبر، ما يُبقي احتمال خفض جديد في ديسمبر قائماً”.
وتشمل أبرز البيانات المنتظرة خلال الأسبوع أرقام التضخم في أستراليا وفي منطقة اليورو، ومؤشرات مديري المشتريات في الصين، وقرارات الفائدة في تشيلي وكولومبيا.
وفي الوقت نفسه، ستتجه الأنظار إلى أحدث تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ملف التجارة، إذ من المقرر أن يلتقي عدداً من القادة الآسيويين هذا الأسبوع خلال جولته التي تشمل ثلاث دول في المنطقة، فيما سيقابل الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس، في اجتماع يُرتقب أن يحظى بمتابعة واسعة.
وتتزامن جولته مع قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” في ماليزيا، وقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ “أبيك” في كوريا الجنوبية، كما سيتوجه إلى طوكيو.